منذ بداية التاريخ، كان البحر عالمًا من الأسرار والغموض، لا يُرى بالعين المجردة، لكن يمكن الإحساس به… وسماعه.
في هذا العالم الأزرق، تتحدث الكائنات البحرية بلغة الصوت. الموجات، النبضات، الصدى، والنقرات، كلها تشكل نظام تواصل متكامل داخل المحيط.
الصوت تحت الماء: وسيلة الحياة والتوجيه:
بعكس البيئة البرية، تنتقل الأصوات تحت الماء بسرعة أعلى وبمسافة أطول. تستخدم الحيتان والدلافين والصيادين البحريين هذا الوسط الصوتي للتواصل، والصيد، وحتى الملاحة.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن الأصوات الطبيعية في البحار (كصوت الحيتان، أو تكسّر الشعاب المرجانية، أو حركات الأسماك) تشكل نوعًا من “الموسيقى البيئية” التي تحافظ على توازن النظام البحري وتحفّز حركة الكائنات واستقرارها.
مصدر علمي:
— D. M. Kaplan et al. (2021). Marine soundscapes and ecological interactions. Journal of Marine Science.
لماذا نهتم في “الشاطئ المرجاني” بالصوت؟
في مشروعنا “صوت الأعماق”، نعمل على تسجيل وبث أصوات حقيقية من رحلات الغوص. الهدف ليس فقط التوثيق، بل إيصال الشعور، وربط الناس بعالم البحر، حتى لو لم يسبق لهم لبس بدلة الغوص.
نريد أن يسمع الناس كيف “يشعر” الغواص تحت الماء…
كيف يُبحر في الصمت… ويصغي لصوت قلبه، وسط عالمٍ لا يتحدث إلا بالصدى.
هل يمكن للصوت أن يعزز فهمنا للبيئة؟
الإجابة: نعم.
الصوت هو نافذتنا غير المرئية على بيئة لا نستطيع دخولها دائمًا. الاستماع لأصوات الأعماق يعزّز من وعينا بأهمية الحفاظ على الحياة البحرية، ويقربنا من واقع قد لا نراه، لكنه يعيش ويتنفس… بصوت.
تجربتنا الأولى: صوت الغواص في الأعماق:
خلال أحد تدريباتنا المعتادة في مياه الخليج العربي، قمنا بتسجيل لحظة نزول غواص إلى عمق يتجاوز ٢٠ مترًا.
ما ستسمعونه ليس مجرد فقاعات أو ضغوط ماء…
بل صوت لحظة اتصال الإنسان بالمحيط، شعور الانتقال من عالم مزدحم إلى عالم هادئ يحتضن كل شيء.
سجّلنا هذا المقطع باستخدام ميكروفونات مائية عالية الحساسية (Hydrophones)، لتوثيق أدق تفاصيل الصوت داخل البحر – تنفس الغواص، حركة الزعانف، ارتطام الهواء بالماء، وتغيّر النغمة كلما غاص أعمق.
استمع… واغطس معنا
ندعوكم لتجربة فريدة:
اضغط زر التشغيل، أغمض عينيك، وتخيّل نفسك تنزل رويدًا رويدًا في عمق أزرق صامت…
هل شعرت بالهدوء؟ بالرهبة؟ بالارتباط؟
https://www.instagram.com/reel/DI0iTidAkr1/?igsh=MWU1MzN5bm9yejFoMA==
سنقوم بإدراج المزيد من الأصوات عند توفر التسجيل وسوف ننشرها في حسابنا على الانستقرام.
Coral.Beach.KSA
ختامًا: ما وراء الصوت
مشروع “صوت الأعماق” ليس مجرد مبادرة فنية، بل هو دعوة للتأمل، ولإعادة اكتشاف علاقتنا بالطبيعة من زاوية جديدة: زاوية الصوت.
نؤمن أن ما نسمعه قد يغير نظرتنا لما نراه.
وأن البحر، حين يُصغي له الإنسان، قد يروي له أعظم القصص.